نسمة امل مشرفة
عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| موضوع: مؤمنة والحياء الأربعاء يونيو 04, 2008 7:15 pm | |
| الســلامــ عليـكـمــ ورحمـهــ اللــهــ وبـركـاتـهــ
المؤمنة والحياء
بعد معركة أحد أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل، فخرج النساء يتلقين الجيش العائد من أرض المعركة، والكل يسأل عن أخبار ذلك اليوم العظيم، خرجت من بينهن امرأة.
من الأنصار، خرجت لتستقبل الجيش، خرجت لتطمئن على الحبيب صلى الله عليه وسلم، قيل لها: مات أبوك، فاسترجعت وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا صنع النبي صلى الله علية وسلم؟ فقيل لها: مات زوجك، فاسترجعت وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقيل لها: مات أخوك، فاسترجعت وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا صنع النبي صلى الله علية وسلم؟ فقالوا لها: هو بخير، قالت: والله لا يهدأ لي بال، ولا يقر لي قرار حتى أراه بأم عيني، فلما رأته بكت, وضحكت، وتبسمت، وقالت: كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله، كل فقد غير فقدك يهون يا رسول الله.
هل شاهدت مثل هذا الحب؟! أرأيت كيف هان عندها فقد الأب، والزوج، والأخ؟ إنه الحب الصادق لله ولرسوله، كيف لا تحبه وهو الذي أنقذها الله به من الظلمة إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة.
أنا أعرف أنك تحبينه ولكن ما هو الدليل؟ هل اتبعت سنته؟ هل أخذت بهديه؟ كم تذكرين اسمه وتصلين عليه في اليوم والليلة؟ كم تحفظين من أحاديثه؟ ماذا تعرفين عن سيرته؟ أين أنت من أوامره التي أمر بها؟ وأين أنت من نواهيه التي نهى عنها؟ كم بذلت لنصرة هذا الدين والدعوة إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين). نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلى ما لدينا تسلى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا نلام على محبتكم ويكفي شرفاً نلام ولا علينا إن كان عز في الدنيا اللقاء ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
مفهوم الحياء وفضله
أخيراً: إليك هذا الخبر الذي يحمل صفة وخصلة لو حملتها ولبستها لصلحت لك جميع الأمور. عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) رواه البخاري و مسلم .
وفيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه). وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت). قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء.
وحقيقته: خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق. وقال السري السقطى : إن الحياء والأنس يطرقان القلب، فإن وجدا فيه الزهد والورع وإلا رحلا. وآخر قال: والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه. وقال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة: قسوة القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.
وقال يحيى بن معاذ : من استحيا من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب. وقال ابن القيم : من لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة، كما أنه ليس معه من الخير شي. وقال ابن مسعود : من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله. قيل لـعمر بن عبد العزيز : إذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين، قال: لا. إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله.
إن كان الحياء جميلاً في الرجال فهو في النساء أجمل وأزين، ووالله إذا فقدت المرأة حياءها لباطن الأرض خير لها من ظاهرها، قال الشاعر: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
حياء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسمعي! كيف تضرب سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم مثلاً للعفاف والحياء كما ينبغي أن يكون، اسمعيها وهي تقول وتحاور أسماء بنت عميس : يا أسماء إني لأستحى أن أخرج غداً على الرجال من خلال هذا النعش جسمي. كانت النعوش عبارة عن خشبه مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح عليه الثوب فيصف حجم الجسم.
خشيت فاطمة رضي الله عنها إذا هي ماتت أن تحمل على مثل هذه النعوش، فيكون ذلك خدشاً لحيائها وحشمتها. قالت أسماء : أولا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة؟
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق، ثم طرحت عليه ثوباً فكان لا يصف الجسم، فلما رأته فاطمة فرحت به وقالت لـأسماء : ما أحسن هذا وأجمله، سترك الله كما سترتني! قال ابن عبد البر : هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة. أريت أيتها الغالية وسمعت كيف تحمل المؤمنة هم حيائها وعفافها وحجابها حتى بعد مماتها، تريد أن تعيش عفيفة وتموت عفيفة وتحشر إلى الله وهي عفيفة.
إن الحياء والحجاب عند المؤمنة قضية لا تحتمل النقاش، وهم لا يقبل المساومة، إنه طاعة لله واستجابة لأوامر الله وانقياد لحكمة الله، إنه الثغر الذي تتحصن به المسلمة فلا تتسرب من خلاله رذيلة وفاحشة إلى المجتمع، ولا تستباح محرمات ولا تدنس أعراض، إنه عنوان صلاح المرأة ودليل اعتزازها بدينها وشعارها الذي ترفعه في وجه أعدائها وكل من يخالفها.
اسمعي إلى التي قالت: لست من تأسر الحلي سباقه فكنوزي قلائد القرآن وحجاب الإسلام فوق جبيني هو عندي أبهى من التيجان لست أبغي من الحياة قصوراً فقصوري في خالدات الجنان انظري إلى الواقع من حولك أخية! كيف تتفلت النساء من حيائهن وحجابهن؟
كيف يقلن إن الحياء والحجاب تخلف ورجعية وتقييد للحرية؟ ولكن صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال: (بدأ الدين غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء)، قال سبحانه يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ
احتـــرامـي | |
|
ابن النيل عضو جديد
عدد الرسائل : 8 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 09/06/2008
| |
نسمة امل مشرفة
عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| موضوع: رد: مؤمنة والحياء الإثنين يونيو 16, 2008 2:18 pm | |
| اخي الكريم ابن النيل
بارك الله فيك على مرورك العطر
احترامي | |
|