أحب أن أتحدث عن موضوع الحب في الله ، والذي أعتبره من أجمل المواضيع وأحبها إلى قلبي ...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أخواتي في الله في ملتقانا هذا اليوم الذي أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا جميعاً .. أحببت أن أتحدث عن موضوع أعتبره نبض الحياة وأساسها ، موضوع يعزف على أوتار قلوبنا لحن استمرار الحياة وتواصلها.. من منا لا يحتاج الحب ؟ وكم منا يستطيع أن يعيش بدونه ؟ أستطيع أن أجيب عن هذين السؤالين وبكل ثقة: لا أحد ! أجل .. لا أحد يمكنه أن يعيش بلا حب أو عاطفة دافئة وحنونة تكسر حدّة الحياة وروتينها.
مهما كان الحب الذي يحصل عليه الفرد ومهما كان مصدره.. هو في النهاية حب ، وغاية يتمناها القلب ولكن ..... هنا لنا وقفة صريحة هل كل الحب حب !؟ وهل الحب دائم أم زائل ؟ وهل للحب ثمن ؟ بالطبع ليس كل الحب سواء ، فهناك حب تأتي من ورائه المصائب وله ثمن غال ولا يفرط به بسهولة .. هو حب الشهوة الذي يزول بعد قضائها مخلفاَ وراءه من الآثار ما لا تحمد عقباه..
عزيزتي .. إن أهم نقطة في هذا الكلام والتي هي بمثابة الجواب الشافي لما سبق من أسئلة هو أن تعلمي أن أسمى وأرقى وأطهر أنواع الحب هو الحب في الله .. فما هو .. وما ثوابه ؟ وكيف تحصلين عليه؟ تعالي لنبحر معاً ونتعرف على هذا الحب وخصائصه.
أولاً : معنى الحب في الله
الحب في الله من أسمى وأعظم معاني وصور الحب ، وهو يتضح في أن تكون المحبة خالصة لله تعالى ، خالية من أي غرض لا تشوبها شائبة من شوائب الدنيا وأغراضها الفانية .. حب أساساته طاهرة ومبادئه عظيمة فهو لا يقوم على الإعجاب بالشخص لهيئته الجميلة ، أو شكله الحسن أو على الإنتفاع منه بمصلحة .. بل قائم على الصلاح وتقوى الله سائر على طريق الإيمان . هو حب ، من استشعره وأسكنه قلبه ، استغنى به عما سواه ، فليس هناك أجمل من أن نحب في الله وبذلك ننال الثواب العظيم .
ثانياً : فضل الحب في الله
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المتحابين في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
وقال عنهم أيضاً { إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله }
من هنا نرى أن الحب في الله يرفع صاحبه عند الله درجات ويقربه منه ويجعل له منزلة عظيمة عنده يغبطه عليها الأنبياء !
ثالثاً : صفات اختيار الصاحب
كلمة ( أحبك في الله ) لمن تقولينها ؟ هل كل من قابلتِ تستحقها ؟ أم أن لديكِ معايير تحكم من تحبين في الله ؟ من المؤكد أنها لا تقال لكل من نصادف ، فإن هناك بعض الصفات التي لابد من توافرها ليستحق الشخص ، المحبة في الله ... أذكر منها :
- اختيار من تستحق حبك فاختاري بعين الله تعالى وراعي أن تكون عاقلة ليست حمقاء وليس الأحمق هو المجنون ، ولكن الأحمق يضل صاحبه إذا أراد نفعه ! أي أنه أهوج متسرع لا يدرك عواقب الأمور .
- حسن الخلق .. اختاري الفتاة التقية المؤمنة العفيفة ، الصالحة التي تعينك على الخير ، أما الفاسقة فلا يؤمن جانبها ، ولا تخدعي نفسك بقول عبارة : لن أتأثر بها ... فلا تنسي أن المرء على دين خليله وأن الصاحب ساحب ومع التعود والألفة ستترك فيكِ أثر من تصرفاتها مهما كان بسيطاً
* كتلخيص لما سبق :
يجب عليكِ عند اختيار صحبتك أن تحاولي جمع الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة والتقى وحب الله وخشيته ومراقبته في كل الأمور ، ليكون اختيارك موفقاً بإذن الله جل وعلا.
حبيبتي :
هنا يتضح لنا أن الحب في الله ، دعوة لمصاحبة الصالحين الأخيار ، ومنهج سليم للعلاقات الاجتماعية والصداقات .
على النقيض تماماً مما انتشر وذاع صيته في هذا الوقت وهو ما يعرف بالإعجاب !
والذي لا يدعو إلا للزلات والهفوات والمعاصي وطال الطريق
أو قصر فإنه يؤول بمرتكبته إلى الضياع والإنحراف وفي قصص كثيرة يوصل الفتاة إلى الهلاك.
وإنه والله لا خير فيه ولا متعة .. اجلسي مع نفسك قليلاً راجعيها وانظري ماذا تستفيدين إن كانت لديكِ معجبة .. اثنتين .. ثلاث ، وحتى لو عشرة .. ماذا تستفيدين من ذلك ؟
لا شئ إلا الإنشغال دائماً وقلة التركيز وعدم صفاء الذهن والعيش في أوهام وأحلام مستمرة بلا نهاية ، مع الغرق فيها والبعد عن الواقع ! وذلك ينطبق عليكِ أيضاً إن كنتِ أنتِ الضحية التي تحب إحداهن .. هداكِ الله ورعاكِ.
نعود لمحور حديثنا .. إن القلب إذا أحب ، بحث عن كل الخير للمحبوب وتمنى له أفضل التمنيات وهذه هي الفطرة ، ، وإن للأخوة والمحبة في الله ما يمكنني أن أسميه ( حقوق الأخوة ) التي تحفظ مرونة العلاقة وتسهل استمرارها .. أّذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
* أن تكون الصاحبة عوناً لصاحبتها لا عبئاً عليها ، تؤثرها على نفسها وتتفقد أحوالها دائماً .
* أن تحفظ سرها وتستر عيبها في حضورها وغيبتها .
* أن تناديها بأحب الأسماء إليها وتتحدث معها الكلام الطيب ، وإذا نصحتها تحرص أن يكون ذلك سراً ،، وقد قال الشافعي رحمه الله : { من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه }
* إذا أخطأت صاحبتكِ في حقكِ اعفِ عنها واصفحي عن زلتها وأحسني الظن بها .
* لا تتكلفي معها ولا تتصنعي لأنكِ ستتعبين من التصنع والتمثيل وستظهر طبيعتك ، فابقي عليها أفضل لكِ .
* أخبريها أنكِ تحبينها .. فقد وصّانا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك قائلاً { إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره } وهنا إذا خالجكِ ما يمنعكِ من ذلك فاعلمي أنه حب خطأ – على الأغلب – لأن الطأ هو الذي يتم في الظلام ونخجل من ظهوره .
* ادعي لها كلما خطرت على بالكِ ، حاضرة أو غائبة ، حية أو ميتة ، ادعي لها بالهداية والثبات وأن يحفظها الله من كل شر وأن يصلحها ويهديها دائماً لكل خير ولما يحب ويرضى عز وجل . وعموماً : مشاركتها أفراحها وأحزانها ، شكرها على إحسانها إليكِ ، ألا تسايريها في الباطل لأنها صديقتك ، كوني دافعاً لها للخير والتقدم والعطاء ولا تحبطيها أبداً وإن أخطأت .. افتحي لها أبواب الأمل دائماً وكوني كالعصا السحرية التي تنسيها همومها .
ختاماً ..
أشكر حضوركن ... وأتمنى أن تكون الفائدة المرجوة قد تحققت ويسعدني أن أختم حديثي قائلة : أحبكن في الله .
اميرة فلسطين عضو برونزي
عدد الرسائل : 166 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
موضوع: رد: الحب في الله السبت يونيو 21, 2008 12:34 am
اختي الغاليه عبير الجنه
بارك الله فيكي عيوني
ويعطيكي الف عافيه يا ورد
ومشكوره على هذا الموضوع المهم الى جميع الاخوه
وجزاكي الله الجنه ان شاء الله
يا رب يهدينا ويهديكي ويهدي جميع عبادو
ربي يجعلنا من عبادو الصالحين الذين
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
نورتي وان شاء الله بضلي منوره على طول
نسمة امل مشرفة
عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
موضوع: رد: الحب في الله الأحد يونيو 22, 2008 7:14 pm